"مطبعة الجامعة"... أقدم مطابع "اللاذقية"

هي ذات المطبعة التي بقيت ومنذ عام 1940 تعمل بآلاتها وتطرح تلك
الأوراق التي ما زالت إلى الآن بين أيدينا نراها ونلاحظ توقيع المطبعة
القديم ممهوراً عليها، إنها مطبعة الجامعة أقدم مطابع "اللاذقية" والمطبعة
الوحيدة التي مازالت إلى اليوم تعمل بنظامها القديم رغم كل التطورات التي
حدثت حولنا.







إلا أن العم "عبد الكريم أسعد" وولده "أيمن" مازالا إلى اليوم يعملان
وراء تلك الآلات القديمة وبين الحروف الرصاصية التي تعتمد الطباعة اليدوية
عليها بشكل أساسي دون أي كلل أو ملل.



موقع eLatakia زار المطبعة يوم الأربعاء 13/1/2010 والتقى العم "عبد الكريم
أسعد"- وهو المعلم الأول لأغلب الشاغلين بمهنة الطباعة في المحافظة-
ليحدثنا عن مشروعه القديم الجديد الذي مازال ومنذ خمسين عاماً وراء آلاته
وأوراقه ومحابره: «تأسست مطبعة الجامعة سنة 1940م، وبدأت بمعدات قديمة
وبسيطة تعمل وفق نظام مهني يدوي بسيط ميكانيكياً، ولكنه مجهد مهنياً، فمنذ
بدايات عملها وأنا فيها أعمل وأطور عملي حتى وصلنا إلى يومنا هذا، حيث تعلم
ولداي المهنة مني، وتابعا إلى اليوم العمل فيها، في الماضي كان يعمل في
المطبعة أكثر من ثمانية عمال يومياً، لكي يسدوا طلبات الناس والجهات العامة
التي كانت بمجملها

الحروف الرصاصية في مكتبة معدنية ضمن المطبعة

تتعامل معنا».



يقول العم "أبو أيمن": «أنا كما أنا.. لم يتغير توقيت دوامي في المطبعة منذ
خمسين عاماً مضت على عملي، آتي إليها في التاسعة صباحاً وأغلقها بيدي عند
الحادية عشرة ليلاً، فالطباعة هي فن تغلل في دمي، لم أستطع التخلص منه أو
هجره أو تغييره، أنا وأولادي نعمل إلى اليوم به ونأكل مما نتقاضاه جراء
عملنا، على الرغم من تراجع العمل كثيراً عندنا بسبب دخول الآلات الحديثة
والسريعة إلى أغلب مطابع "اللاذقية" مؤخراً، والتي لا أستطيع جلبها إلى
المطبعة بسبب تكاليفها وسعرها الباهظ، فلهذا أعمل بشكل بسيط جداً وحسب
إمكانياتي بمساعدة ولدي "أيمن" الذي يساعدني عند المساء بعدما ينهي عمله في
إحدى المطابع الحديثة».



"أيمن أسعد" الابن البكر لشيخ العاملين بمهنة الطباعة في "اللاذقية" قال
لموقعنا: «أنهيت العقد الثالث من العمر، جل تلك السنين قضيتها بين تلك

آلة قديمة

الآلات، وبين تلك الحروف الرصاصية التي كنا نتعامل بها زمن عملنا
يدوياً حيث تزاحم الناس على شغلنا، ولكن موقع المطبعة الواقع في عمق "حي
الصليبة"، وبين أزقتها بات لا يخدمنا حالياً فهناك صعوبة للزبون بالوصول
إلينا بعدما ضاقت الطرق وتداخلت الأبنية، فلو كان موقعها قريباً من مركز
المدينة ومن تزاحم الناس لكان هناك حديث آخر، فهي قريبة جداً من شارع "بور
سعيد" الذي يخترق حي الصليبة القديم وتحتل أحد الأزقة الضيقة وبين الأبنية
السكنية العالية».



يقول "أيمن أسعد": «نطبع اليوم الكثير من بطاقات الأعراس والبطاقات الشخصية
وأوراق النعوة والإعلانات، إضافة إلى الأوراق الرسمية لبعض المؤسسات
العامة والخاصة والمحالات التجارية، بالإضافة إلى بعض الحاجات التي تضطر
المطابع الحديثة إلى تسويتها عندنا لعدم قدرة المطابع الحديثة عليها».



أخيراً يتحدث العم "أبو أيمن" عن الطريقة اليدوية التي كانوا يعملون وفقها: «لدينا

من آلات المطبعة

أحرف كاملة صغيرة على شكل قوالب مصنوعة من الرصاص
الخالص، نرتب الكلام المراد طباعته على قالب حيث تصف الحروف مقلوبة لتطبع
عبر آلة معدة لذلك، كان العمل مجهداً كثيراً ويلزمه وقت طويل، أما اليوم
فقد أدخلنا آلتين حديثتين بالإضافة لثلاثة آلات قديمة مازالت موجودة ضمن
بناء المطبعة القديمة».