سوق الضيعة ملامح قديمة ضرورية لمستقبلنا

إذا ما سألت نفسك يوماً عما يميز أجساد أجدادنا عن أجسادنا، وعما يميز تقاليدهم الغذائية عن تقاليدنا لوصلت إلى نتيجة واحدة.







فما نأكله نحن أو مجموعة الملونات والهرمونات
والمسمدات وأشباه الفواكه التي فقدت في هذه الأيام من سكرياتها يختلف
كثيراً عن الطعم الأصيل المنفرد والمجرد من كل اصطناع وتغيير مما يعود على
تلك الأجساد التي تتعامل فيه بالقوة والصلابة والمناعة القوية والتي تمكنها
من طول البقاء و قلة الإصابة بالأمراض.

هذه الملامح القديمة أو تلك الذكريات الفائتة والتي لم يبق منها اليوم إلا
شخصياتها بأجسادهم التي تعب منها الزمن، وجدت تلك الملامح هناك في زاوية
صغيرة من حديقة البطرني في محافظة اللاذقية وكعادتها هذه المحافظة في
التفرد بالنشاطات وأهميتها اجتمع الناس اليوم في مساحة لا تتعدى 25م من هذه
الحديقة المشهورة و الشعبية.

السوق يفتح كل سبت من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الثالثة ظهرا،ً

فظاهرة سوق الضيعة اسم غني عن المحاكمة العقلية وكل ما يبديه لك يبدو أنه
شيء تقليدي من آثار وملامح الضيعة ومنها كل ما وجدناه طبيعياً يروق عنه
الحديث
ويستلذ بطعمه الآكل و المتذوق.

وما شاهدناه ماهو إلا سوق مصغرة ترى الناس فيها وكأنهم في حرم قرية صغيرة
فيها الخضار الطبيعية الخالية من الأسمدة والهرمونات وفيها اليدويات
المصنوعة من شواهد الطبيعة وفوائدها وفيها الأعشاب المفيدة ومستحضراتها
وفيها المأكولات السريعة بحقيقة طحينها وخبزها ولا يمكننا إلا التعبير عن
حسن دقة المنتجات اليدوية وبراعة صناعاتها وتعدد أساليب استعمالاتها.

السيدة أنسام قالت: إن الكلمات تعجز عن شرح وجهة هذا السوق ولابد لكل الناس
من أن يتجهوا نحوه و يأتوا إلى هنا لأنني والكلام للسيدة أنسام أزور هذا
السوق أسبوعياً وكم أتمناه أن يصبح يومياً، أزور هذا السوق لأني أحتاج
كثيراً لأن أبتاع المنتجات الزراعية من أصولها و بدون ملوثات كيميائية
والتي أثرت جذرياً بصحتها وأنا شخصياً عانيت منها ومن خلال مرض ابنتي و
إصابتها بالسرطان و الآن ومن بعد المعالجة وإتباع الحلول والاستشارات
وتناول الخضار والفواكه الخالية من كل اصطناع وبدأت ابنتي تشفى والآن هي
بالمرحلة النهائية من من المعالجة.

وإلى القرب من هذا السوق و ليس بعيداً عن أقسامه يوجد قسم عني بالأطفال و
أقرن السوق بفسحة صغيرة جلس عليها بعض الأطفال والذين رسموا كل شيء من
الطبيعة وهذه الظاهرة تهدف إلى توعية الأطفال ليكبروا بصحة قوية.

وحول هذا الموضوع التقت elatakia الأستاذ بشار انطون المسؤول عن أقسام هذا
السوق وتنظيمه فأكد أن هذا السوق هو بداية تبشيرية لنشر وعي صحي عام بين
الناس وتذكار دائم لما كان أجدادنا يأكلون ولأن المرض له مسببات أغلبها
المواد المضافة فقد غدا هذا السوق مسرحاً للتواصل بين المنتج ومساعده
المستهلك حيث أن المستهلك يساعد كثيراً في إنجاح وتشجيع المنتجين على تسويق
ما ينتجون بكل ثقة وصدق وأوضح الأستاذ انطون أن جميع المواد الموجودة هنا
في السوق هي مواد غير خاضعة لأية مواد غريبة كيميائية أو مواد تؤثر وراثياً
في جيناتها وأننا في إدارة السوق نسعى ونؤكد أن كل شيء
مراقب وعلى كل من يشكك في صدقنا أن يأخذ عينة من السوق ويختبرها وستظهر له النتائج ما نبغي في منتجاتنا.

لم يبقى في النهاية إلا السؤال عن نهاية أجيال قد تهلك بسبب ما يحدث من
اختراقات بيئية مرعبة، وعلى مستوى السوق كم نتمنى كمراقبين ومرتادين
ومنتجين أن يصبح السوق في شوارع وحدائق كل الوطن وعلى مدار أيام الأسبوع.

شكر على الصور والله يعطيك العافية على هذا الموضوع