"السرسكية" واحدة من القرى الشمالية في ريف اللاذقية المعروف بجمال
مكوناته الجبلة إضافة لقربه من البحر، تقع على طرف سهل زراعي ذي تربه خصبة
يدعى "الوطى" تحيط به الجبال والتلال من جميع الاتجاهات، وتتوسطه روافد
نهرية ذات مياه غزيرة.
أما بيوت القرية فتتوزع إضافة لمركز القرية في مزارع متعددة على شكل
تجمعات مستقلة، منها "مزرعة بيت زريقة" و"مزرعة بيت حماد" و"الجماسة"
و"الكنيسة" و"عقبة الرمان"، أغلب تلك البيوت هي بيوت حديثة في حين تلاشت
بيوت التراب واقتصرت على عدد لا يتجاوز أصابع اليد.
eLatakia زار القرية والتقى مختار "السرسيكة" "محمد يوسف شريفه" الذي حدثنا
بالقول: «"السرسكية" قرية زراعية يزيد عدد السكان فيها على 3500 نسمة،
وتبعد عن اللاذقية قرابة 25 كم، يمكن زيارتها من مفرق على طريق عام
"اللاذقية- كسب" الذي يبعد عن القرية قرابة خمسة كيلومترات. كما يمكن أيضاً
زيارتها من بلدة "مشقيتا" في طريق فرعي. يزرع في القرية محاصيل متعددة
منها التبغ والقمح والبرتقال والزيتون والبطاطا الحلوة إضافة لأنواع أخرى
من الخضراوات، وتعتبر هذه الزراعات المورد الوحيد لأهالي القرية، ففي حين
كان الاعتماد الأساسي في السابق على القمح والتبغ ظهرت منذ عقود قليلة
زراعة البرتقال والبطاطا الحلوة، ولكن زراعة البرتقال ليست موفقة عندنا
بسبب الصقيع الذي يقضي على الأشجار بعد أن يكون المزارعون قد جهدوا في
العناية بها لسنوات.
كما تراجعت تربية الأبقار عندنا بشكل كبير فكان
في قريتنا قديماً 2800 رأس من الأبقار مسجلين في سجلات القرية، أما
الآن فالعدد تقلص إلى أقل من مئتين والسبب في ذلك غلاء الأعلاف الذي دفع
بأهالي القرية للتخلي عن أبقارهم إضافة لوباء أصاب الأبقار في إحدى السنوات
قضى على عشرات الرؤس منها».
مشكلات زراعية عديدة تحدث عنها المختار، بعضها خاص بقريته، كعدم وجود
مستوصف صحي هو جزء من هواجس المزارعين في كامل الريف الساحلي، وكمشاكل
السماد والتبغ في حين كان الوضع التعليمي في "السرسكية" مصدر اعتزاز
لمختارها فقال: «نجح في امتحان الشهادة الثانوية في قريتنا هذا العام ما
يزيد على الأربعين طالباً وطالبة، معظمهم دخلوا اختصاصات جيدة في الجامعة
وذلك رغم عدم وجود مدرسة ثانوية في قريتنا، فطلابنا يدرسون في قرية "زغرين"
التي تبعد ستة كيلومترات عن قريتنا، والآن من أبناء القرية هناك قضاة
وأطباء ومهندسون تعتز القرية بهم».
"ربيع مطيع شريف" وهو طالب في كلية التجارة تحدث عن طلاب الجامعة في القرية، قائلاً:
«نشكل أنا وزملائي طلاب الجامعة الذين يعيشون في القرية قرابة مئتي طالب
وطالبة، نذهب ونعود بشكل يومي، فالجامعة ليست بعيدة والمواصلات مؤمنة
ولكنها ليست
مضمونه في جميع الاوقات، فآخر سيارة تخرج من القرية تخرج في الساعة
الخامسة مساء، وآخر سيارة قادمة تدخل القرية قرابة الثامنة مساء، وبذلك
تفوتنا المحاضرات التي تنتهي في ساعات متأخرة أو نضطر لأن نبيت في مكان ما
في اللاذقية».
كنا محظوظين في تنقلنا شتاء بأن في القرية شبكة من الطرق المعبدة بشكل جيد،
والتي أنقذت أهل القرية وزائريها القلائل من الغوص في وحول البساتين
الزراعية الأمر الذي لم يكن متوافراً سابقاً فساعدنا ذلك بالتنقل بين
البيوت ولقاء الناس.
ومنهم التقينا أحد المسنين وهو "أبوعلي"- "غانم أحمد حيدر" الذي حدثنا عن
القرية في الماضي قائلاً: «في الماضي كانت الزراعات في القرية تقتصر على
"الحنطة" و"الشعير" و"الشوفان" و"الجليبانية" ولم يكن في قريتنا أشجار لذلك
يوجد "باطوس" خاص لقشر الحنطة وطحنها مازال موجوداً في ساحة القرية حتى
الآن.
القرية كانت عبارة عن بيوت قليلة جداً هي بيوت مبنية من التراب وحجارة تدعى
"حجارة الشل"، ولم يكن لدينا وسيلة نقل إلى المدينة فكنا نذهب إلى
"اللاذقية" على الأقدام، نخرج مع غروب الشمس لنصل مع الفجر، أي إننا نقضي
ست ساعات من السير في
العتمة، نذهب هناك لنبيع الحطب الذي نقتطعه من الغابات المحيطة، ونعود بعد ذلك فنصل القرية مع غروب الشمس».
من "الشوفان" و"الشعير" و"القمح" إلى "التبغ" و"الزيتون" ثم "البرتقال"
و"البطاطا الحلوة" نقلة فيها الكثير من العمل والتعب للبحث عن زراعة ترضي
الأهالي وتمنحهم المردود المكافي لتعبهم، ورغم التبديل المستمر بقي المزاع
كما هو يصر على العمل وعلى أن يخرج كنوز أرضه بما يملك من ثقافة زراعية
وطموح للحياة.
مكوناته الجبلة إضافة لقربه من البحر، تقع على طرف سهل زراعي ذي تربه خصبة
يدعى "الوطى" تحيط به الجبال والتلال من جميع الاتجاهات، وتتوسطه روافد
نهرية ذات مياه غزيرة.
|
أما بيوت القرية فتتوزع إضافة لمركز القرية في مزارع متعددة على شكل
تجمعات مستقلة، منها "مزرعة بيت زريقة" و"مزرعة بيت حماد" و"الجماسة"
و"الكنيسة" و"عقبة الرمان"، أغلب تلك البيوت هي بيوت حديثة في حين تلاشت
بيوت التراب واقتصرت على عدد لا يتجاوز أصابع اليد.
eLatakia زار القرية والتقى مختار "السرسيكة" "محمد يوسف شريفه" الذي حدثنا
بالقول: «"السرسكية" قرية زراعية يزيد عدد السكان فيها على 3500 نسمة،
وتبعد عن اللاذقية قرابة 25 كم، يمكن زيارتها من مفرق على طريق عام
"اللاذقية- كسب" الذي يبعد عن القرية قرابة خمسة كيلومترات. كما يمكن أيضاً
زيارتها من بلدة "مشقيتا" في طريق فرعي. يزرع في القرية محاصيل متعددة
منها التبغ والقمح والبرتقال والزيتون والبطاطا الحلوة إضافة لأنواع أخرى
من الخضراوات، وتعتبر هذه الزراعات المورد الوحيد لأهالي القرية، ففي حين
كان الاعتماد الأساسي في السابق على القمح والتبغ ظهرت منذ عقود قليلة
زراعة البرتقال والبطاطا الحلوة، ولكن زراعة البرتقال ليست موفقة عندنا
بسبب الصقيع الذي يقضي على الأشجار بعد أن يكون المزارعون قد جهدوا في
العناية بها لسنوات.
كما تراجعت تربية الأبقار عندنا بشكل كبير فكان
|
مختار السرسكية |
الآن فالعدد تقلص إلى أقل من مئتين والسبب في ذلك غلاء الأعلاف الذي دفع
بأهالي القرية للتخلي عن أبقارهم إضافة لوباء أصاب الأبقار في إحدى السنوات
قضى على عشرات الرؤس منها».
مشكلات زراعية عديدة تحدث عنها المختار، بعضها خاص بقريته، كعدم وجود
مستوصف صحي هو جزء من هواجس المزارعين في كامل الريف الساحلي، وكمشاكل
السماد والتبغ في حين كان الوضع التعليمي في "السرسكية" مصدر اعتزاز
لمختارها فقال: «نجح في امتحان الشهادة الثانوية في قريتنا هذا العام ما
يزيد على الأربعين طالباً وطالبة، معظمهم دخلوا اختصاصات جيدة في الجامعة
وذلك رغم عدم وجود مدرسة ثانوية في قريتنا، فطلابنا يدرسون في قرية "زغرين"
التي تبعد ستة كيلومترات عن قريتنا، والآن من أبناء القرية هناك قضاة
وأطباء ومهندسون تعتز القرية بهم».
"ربيع مطيع شريف" وهو طالب في كلية التجارة تحدث عن طلاب الجامعة في القرية، قائلاً:
«نشكل أنا وزملائي طلاب الجامعة الذين يعيشون في القرية قرابة مئتي طالب
وطالبة، نذهب ونعود بشكل يومي، فالجامعة ليست بعيدة والمواصلات مؤمنة
ولكنها ليست
|
بعض منازل القرية |
الخامسة مساء، وآخر سيارة قادمة تدخل القرية قرابة الثامنة مساء، وبذلك
تفوتنا المحاضرات التي تنتهي في ساعات متأخرة أو نضطر لأن نبيت في مكان ما
في اللاذقية».
كنا محظوظين في تنقلنا شتاء بأن في القرية شبكة من الطرق المعبدة بشكل جيد،
والتي أنقذت أهل القرية وزائريها القلائل من الغوص في وحول البساتين
الزراعية الأمر الذي لم يكن متوافراً سابقاً فساعدنا ذلك بالتنقل بين
البيوت ولقاء الناس.
ومنهم التقينا أحد المسنين وهو "أبوعلي"- "غانم أحمد حيدر" الذي حدثنا عن
القرية في الماضي قائلاً: «في الماضي كانت الزراعات في القرية تقتصر على
"الحنطة" و"الشعير" و"الشوفان" و"الجليبانية" ولم يكن في قريتنا أشجار لذلك
يوجد "باطوس" خاص لقشر الحنطة وطحنها مازال موجوداً في ساحة القرية حتى
الآن.
القرية كانت عبارة عن بيوت قليلة جداً هي بيوت مبنية من التراب وحجارة تدعى
"حجارة الشل"، ولم يكن لدينا وسيلة نقل إلى المدينة فكنا نذهب إلى
"اللاذقية" على الأقدام، نخرج مع غروب الشمس لنصل مع الفجر، أي إننا نقضي
ست ساعات من السير في
|
برتقال وبطاطا حلوة |
من "الشوفان" و"الشعير" و"القمح" إلى "التبغ" و"الزيتون" ثم "البرتقال"
و"البطاطا الحلوة" نقلة فيها الكثير من العمل والتعب للبحث عن زراعة ترضي
الأهالي وتمنحهم المردود المكافي لتعبهم، ورغم التبديل المستمر بقي المزاع
كما هو يصر على العمل وعلى أن يخرج كنوز أرضه بما يملك من ثقافة زراعية
وطموح للحياة.
2015-08-02, 7:03 am من طرف زائر
» RapidShare+MegaUpload Downloader 2.0.3 اضافة فايرفوكس لتحميل الملفات من مواقع التحميل
2015-07-17, 12:32 am من طرف زائر
» لعبة سباق السيارات الرائعة MidTown Madness 2 مضغوطة بحجم 160 ميجا
2015-06-13, 11:46 pm من طرف بودا المصرى
» برنامج NeoDownloader Lite 2.6.1 Build 131 سحب و تنزيل الصور من مواقع الانترنت
2015-01-02, 12:22 am من طرف Mokhter
» حصريا برنامج kiwix لفتح صيغة zim
2014-12-27, 2:06 am من طرف زائر
» اللعبة الاستراتيجية Command And Conquer - Tiberian Sun
2014-12-13, 1:07 pm من طرف elmalekaa2006
» كتاب إعراب القرآن بصيغة doc
2014-09-08, 7:21 am من طرف رافديني
» النسخة الأخيرة من لعبة NightSky Final بأكثر من رابط
2014-08-04, 6:10 pm من طرف زائر
» Online.FM radio 0.2.7 اضافة راديو لمتصفح فايرفوكس
2014-06-25, 6:11 am من طرف زائر