"خان الحنطة باللاذقية"... وأعوام مرت على ميلاد أحجاره

يتوسط ساحة "أوغاريت" مركز المدينة القديمة بـ"اللاذقية"، ويجاور جامع
"الجديد" واحد من المساجد القديمة بالمدينة، اسمه غير معروف للكثيرين إنه







"خان الحنطة" خان قديم لم يبق من أحجاره القديمة
إلا سوادها وبعض من العشب الذي غطى سطحها الذي اتخذ شكلاً نصف دائري لتبدو
من الأعلى كقناطر حجرية مميزة.

موقع eLatakia زار الخان يوم الأربعاء الموافق 12/11/2008 والتقى مستثمره
الحالي السيد "أحمد مصطفى شيبون" حيث شرح لنا ما يعرفه عن الخان فقال:
«عائلتنا تستثمر الخان منذ أكثر من مئة عام، الخان مكون من خمسة غرف سفلية
وستة مثلها بالأعلى، يمتد الخان على مساحة تقدر بـ1230م، يحكى بأن الخان
كان عبارة عن فندق للنوم يرتاح فيه بائعو الحنطة الآتين من
الأرياف مع دوابهم حيث يستريح التجار والبائعين
في الغرف العليا، بينما تنام الدواب في فسحة الخان السفلية ضمن غرف خاصة
أعدت لأجلهم».

يتابع "الشيبون" ليقول: «إننا نعمل في الخان منذ 60 عاماً بمهنة صناعة
المعادن ومعالجتها وأيضاً صناعة الأدوات البحرية، وقد استلمته عائلتنا من
عائلتين هما "الأزهري و زربا" ورجحت آخر بعثة تنقيب زارت الخان بأن عمر
الخان قد يتجاوز الثلاثمئة عام لما وجدوا فيه من إبداع فني اقتصر على ترتيب
قناطره وانتشار أعمدته الرومانية التي تدل على العصر الروماني، هذا ونسعى
للحصول على قرض مالي يساعدنا في
تحويل الخان إلى ملتقى ثقافي من بعد ترميمه
ليتمكن السياح من الدخول إليه، حيث أود شخصياً تحويل الخان إلى مقهى ومزار
شعبي ثقافي مميز ببحرات تتوسط ساحته، وجلساته المريحة والمميزة».

في حين التقى موقعنا بالباحث التاريخي لمدينة "اللاذقية" المهندس "جمال
حيدر" حيث قال: «يعود تاريخ بناء الخان إلى عام 1139 للهجري، و1726م، بناه
"سليمان باشا العظم"، كان يملك الخان "عمر آغا" ابن المرحوم "حسين بك"
الشهير "بابن الدوكير" بالاشتراك مع "مصطفى بك قبلان مطرجي"، وكانت قد
أوردت أول إشارة إليه في العام 1139 للهجري، و1726م، تبين منها
أن الخان كان يتألف من طابقين: أرضي عبارة عن
ساحة سماوية ودواوين داخلها غرف كما يحتوي على "بايكة" كبيرة وبئر ماء
وأروقة ودرجين حجريين يصعد منهما إلى الطابق العلوي الذي يحتوي على ستة
غرف».