قرية الحرية

"بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  13401710

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

قرية الحرية

"بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  13401710

قرية الحرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع قرية الحرية الالكتروني لكل ما هو جديد

.

تصويت

ما تقيمك للمنتدى

 
 
 
 

استعرض النتائج



"بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  Dd10

لعبة x or o



"بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  166

.: عدد زوار المنتدى :.


    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"

    عمار
    عمار
    مشرف
    مشرف


    سوريا

    المدينة : قرية الحرية

    ذكر عدد المساهمات : 970

    نقاط : 28111

    العمل/الترفيه : الشطرنج

    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  Empty "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"

    مُساهمة من طرف عمار 2011-08-13, 8:39 am

    "بشراغي" اسم لقرية تجلت فيها الطبيعة بكل أطيافها وبنت لنفسها مجداً
    لا يمحى مع مرور الزمن، فهي القرية الشامخة وهي معقل الثوار وحصنهم الحصين
    الذي انتصروا فيه على الفرنسيين في معركة "عين فتوح" تحت راية المجاهد
    الشيخ "صالح العلي" رحمه الله.






    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  119246_2010_08_16_12_25_36

    موقع eLatakia زار قرية "بشراغي" والتقى الباحث الأستاذ "قيس عباس"
    أحد أبناء القرية ليحدثنا عن معنى كلمة "بشراغي" وعن تاريخ هذه القرية حيث
    قال: «بحسب قراءاتي في المراجع القديمة فإن كلمة "بشراغي" سريانية المنشأ
    وتعني "نقطة الضوء" وهذا المعنى ينطبق على قريتنا لأنها تعتبر إطلالة مضيئة
    على كل المناطق المجاورة.



    سكان القرية الحاليون يعتبرون حديثي السكن ويعود وجودهم في هذه القرية إلى
    ما بين مئتين إلى ثلاثمئة عام، وأول من سكن في هذه القرية هو الشيخ "محمود
    بشراغي" بعد أن هاجر من قرية بقرب "القدموس" تسمى "بشراغي" أيضاً وسكن هنا
    فكانت نسبته مكانية ولم تكن زمانية، بهذا يكون الشيخ "محمود" جد القرية».



    مختار القرية الواسع الاطلاع السيد "أيمن محمود عيسى" حدثنا عن القرية
    قائلاً: «"بشراغي" اسم قديم يقال إنه سرياني فيما يقول البعض إنه آتٍ من
    "بشير آغا" الذي كان أحد أغوات المنطقة منذ زمن ومع مرور الزمن اختصر اسمه
    وأصبح "بشراغي" وأطلق هذا الاسم على القرية، كما يوجد ارتباط مع القرى
    المجاورة بالحرف الأول من اسم قريتنا "الباء" فالقرى المجاورة بمعظمها تبدأ
    بالحرف ذاته "بسمالخ، بشيلي، بسنديانا، بيت ياشوط، بتمانا" لكننا لا نعرف
    حيثيات هذا الارتباط.



    يوجد في القرية مقابر وكهوف حجرية تدل على قدم الوجود البشري فيها وقد يكون
    وجودهم سابق للعصر الإسلامي فالمسلمون لم يستخدموا المقابر الحجرية بل
    أنهوا استخدامها وأعلنوا بداية عهد جديد من المقابر الإسلامية لذلك فإن
    وجود المقابر الحجرية في القرية يدل على وجود حياة بشرية فيها قبل الإسلام
    وبعده وبذلك تكون القرية قد غيرت سكانها في مراحل عدة آخرها التغيير الذي
    أوجد سكانها الحاليين الذين أتو إليها هاربين من "حلب" إبان الاحتلال
    العثماني وسلطانه "سليم الأول" الذي لاحقهم وأجبرهم على اللجوء إلى الجبال
    فاختاروا القرية نظراً لطبيعتها الوعرة وانحداراتها القاسية فاستقروا فيها
    بعض الوقت قبل أن يعاود جنود الاحتلال مطاردتهم ويجبروهم على الهرب باتجاه
    منطقة "أبو قبيس" حيث استقروا فيها لفترة من الزمن قبل أن يعودوا إليها تحت
    راية جدهم "محمد جمعة" الذي عاد تحديداً إلى الأرض الذي كان يملكها قبل أن
    يهاجر فيما سكن أبناء عمومته في قرى "بتغرامو، البرازين"».



    تعرضت القرية لهجرات متعددة حدثنا عنها المختار بالقول: «بقيت القرية
    محافظة على جذور أبنائها الذين هاجروا إليها بكثرة وعلى سبيل المثال هناك
    عائلة في محافظة اللاذقية تدعى "الطوباني" هاجرت من القرية منذ
    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  119246_2010_08_16_12_25_36.image1
    أهالي القرية ممن التقيناهم
    أكثر من مئة عام ومع ذلك فإن القرية حافظت على ذكر العائلة من خلال
    تسمية حارة باسمها وهي "حارة كرم الطوباني"، وهناك من هجروا القرية نتيجة
    البرد القارس وقلة مردود الأراضي أو قلة فرص العمل فيها.



    كما يوجد هجرة حديثة من الريف إلى المدينة هذه الهجرة كبيرة لدرجة أصبح عدد
    المقيمين في القرية يساوي عدد المقيمين خارجها، ونذكر أيضاً هجرة أهالي
    القرية بعد معركة "عين فتوح" الذي انتصر فيها الثوار بقيادة الشيخ "صالح
    العلي" على الفرنسيين الذين قاموا بعد ذلك بضرب القرية بالمدافع وأحرقوها
    عن بكرة أبيها ثلاثة مرات متتالية فأجبر أهلها على هجرتها لفترة ثم العودة
    إليها لاحقاً.



    يبلغ عدد المقيمين في قرية "بشراغي" حالياً حوالي 1500 نسمة يعمل معظمهم
    بالزراعة إلى جانب العمل الحكومي لكي تعينهم على مصاريف الحياة، ومن
    الزراعات الشهيرة في القرية سابقاً "التبغ والقمح" البلديان لكنهما أصبحا
    شبه معدومين بسبب تغير ظروف المناخ وقلة المساحات مع قلة اليد العاملة،
    فاتجه معظم أهالي القرية نحو زراعة الأشجار المثمرة وتحولت "بشراغي" إلى
    قرية تشتهر بتفاحها الجبلي طيب المذاق الذي يخزن دون برادات نظراً لمناخ
    القرية البارد وتشتهر أيضاً بزيتونها الأخضر وزيتها النادر وشجر الجوز الذي
    يملأ حقول القرية وبساتينها.



    ويوجد في القرية بعض الدجاج وبعض الأبقار وأصحابها متفرغون للعناية بها،
    تكون القرية بذلك شبه مكتفية من حاجياتها وتنتج معظمها إن لم يكن كلها ولا
    تحتاج من الخارج إلا أدوات التكنولوجيا».



    تطل "بشراغي" على عدة قرى وتحدّها قرى أخرى "بسنديانا، بيت ياشوط، بسمالخ،
    حمام القراحلة" ومن يقف على أعلى قمة في القرية يتمكن من المشاهدة على مد
    النظر وبدرجة استدارة 180 يمين وشمال أي باتجاه الغرب والجنوب الغربي
    والشمال الغربي، وهي تقسم إلى ثلاث حارات (حارة بيت الديك حارة بيت حسن
    وحارة بيت جمعة) وقد اختلطت هذه الحارات فيما بينها وأصبحت متصلة.



    مقومات القرية السياحية لم تجعل منها قرية مخدمة بحسب قول السيد "أيمن"
    وأضاف: «نحن نعاني من قلة في الخدمات وحاجةٍ إلى تعبيد الطرق ونشر حاويات
    القمامة ومحاربة الحشرات والبعوض كما أننا بحاجةٍ إلى مدرسةٍ إعدادية
    ومستوصف طبي، ناهيك عن الحاجةِ الماسة لوجود إرشادية زراعية ترشد المزارعين
    لأفضل الطرق الزراعية ومراقبة عملهم وحماية محاصيلهم».



    تبعد "بشراغي" عن مدينة جبلة حوالي (26) كيلو متراً وترتفع أعلى قمة فيها عن سطح البحر حوالي 925م بينما ترتفع في الوسط 750م
    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  119246_2010_08_16_12_25_36.image2
    صخور تنبع من بينها المياه شتاءً
    وهي منحدرة الاتجاه كثيرة الوعورة شبه معدومة السهول باستثناء
    الأراضي التي تم استصلاحها ومساواتها لتصبح مستخدمة زراعياً، طبيعة القرية
    الجغرافية جعلتها عصيةً على الفرنسيين كما يقول الأستاذ "محمد إبراهيم"
    ويتابع حديثه عن مناطق القرية ويصفها لنا قائلاً: «لدينا مناطق في القرية
    لا مثيل لها في سورية ولا في العالم منها منطقة "عين فتوح" وما يحدها من
    الجهة الشرقية من غابات شاسعة ووديان وإطلالات ممتعة وينابيع عذبة.



    ولدينا منطقة في القرية اسمها "الحرشة" تنازل أهل القرية عن أراضيهم
    وجعلوا منها غابة احتراماً منهم للطبيعة وتقديساً لها لذا فهم لا يريدون أن
    يأتي السياح إليها ويلوثوا طبيعتها ويقضوا على جمالها بعد ما ضحوا به من
    أجلها.



    ولا ننسى منطقة "الرويسة" أو ما يسمى "الصور" وهي قمة عالية أينما نظرت
    منها تتمكن من مشاهدة الطبيعة الخلابة على مد النظر، أما منطقة "ضهر
    الجروف" فهي سفح جبلي مملوء بجروف المياه داخل الصخر وتحيط به الغابة من كل
    جهة ويعلوه مرصد لمراقبة الأحراج بني حديثاً، ولا تنتهي حدود الطبيعة عند
    هذا الحد فهناك شلالات اسمها شلالات "الغار" كانت في الماضي شلالات قوية
    تجرف أكبر الحيوانات إذا وقعت بها لكنها خفت بعض الشيء وأصبحت شتوية فقط.



    ولا نغفل عن ذكر ما صنعه الأجداد فنذكر النواقيس وهي مقبرة في منطقة عين
    الضيعة وإلى جانبها مغارة فيها ممر صخري غير معروف أين نهايته كتب على
    جدرانه كتابات غريبة عندما تدخل فيه تصل إلى غرفة اسطوانية الشكل بعدها
    يوجد الشق الصخري الذي يضيع الصدى فيه».



    وتبقى القرية جميلة بعيون أهلها كما هي جميلة بعيون زوارها ويحدثنا السيد
    "علي جمعة" وهو من أبناء الجيل المتوسط عن قريته بالقول: «تتميز قريتي
    بجمالها الرباني المطلق فهي من صنع الخالق ولا ترى لمسة البشر فيها إلا في
    ما قلَّ وندر ما يجعلها تنبض بالحركة صيفاً نتيجة زيارة السياح الذين
    يأتونها من داخل سورية بكثرة للتمتع بطبيعتها الخلابة، كما يزورها السياح
    الأجانب أحياناً لكن نسبتهم تبقى قليلة إذا ما قورنت بالمناطق السياحية
    الموجودة في سورية والتي تقل قيمةً سياحيةً عن جمال وطبيعة وإطلالة
    "بشراغي"».



    كما كان لنا وقفة مع أبناء القرية فالتقينا الأستاذ "محمد عبد الرحمن"
    ليحدثنا عن ماضي القرية حيث قال: «أنا مقيم في القرية منذ أكثر من ستين
    عاماً ما يجعلني ألاحظ أن العلاقات الاجتماعية اليوم اختلفت عن الماضي
    كثيراً، كما أن التعليم
    "بشراغي" بين النقطة السريانية المضيئة و"بشير آغا"  119246_2010_08_16_12_25_36.image3
    أشجار الزيتون تحيط بالطريق
    في القرية اختلف فكان التعليم في وقتنا صعبا جداً
    وكنا نسير حوالي ساعة ذهاباً وإياباً لكي نصل إلى المدرسة وكنا نرتدي
    ألبسه مطرية وكان تعليمنا أنجح من الآن بكثير نظراً للظروف المحيطة، وكان
    اللباس الشائع لأهالي القرية هو "الشروال" وكان يسمى "اللبيس" ومعه يرتدى
    كل من (القنباز والحطاطة والبريم).



    لقد كان أجدادنا أقوياء البنية وفتحوا طرق القرية بأيديهم مستخدمين المعول
    وقاموا بتكسير الحجارة بأدواتهم التي لم يعد هناك من هو قادر على
    استخدامها، في الماضي كانت الأرض عزيزة على أصحابها وكان أهل القرية يريدون
    شق طريق في القرية فاجتمعوا واتفقوا على أن يتم مسك صاحب كل أرض تمر
    الطريق بها لكي لا يثور ويغضب على ضياع أرضه وتمت العملية ومسك كل شخص
    ودمعت عيون معظمهم حزناً على أرضه».



    بقي أن نذكر أن القرية تضم جمعية تقيم نشاطات اجتماعية وخيرية وترفيهية ومسابقات بالشطرنج والرياضة والطاولة والمنقلة.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-04-28, 1:59 am