"القلايع".. الأرض المنصوبة

عندما تزور "القلايع" لأول مرة ستبهرك إطلالتها بانبساطها على هضبة
سهلية ومن خلفها تزيّنها سفوح الجبال البعيدة عنها نوعا ما، حيث تظهر قرى
مجاورة لها وقد تقاسمت أطراف هذه القرية لتبدو وكأنها الرابط الذي يجمع تلك
القرى ضمن مجموعة قروية سياحية بامتياز، ولعل أكثر ما يميزها سكانها
الطيبون والطبيعة والخضار الرائع.







نهار أيلولي جميل قضاه موقع eLatakia في أرجاء قرية "القلايع" حيث
كانت مقصدنا والتي تبعد حوالي 14 كيلو مترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة
"جبلة"، وبرفقة "وسام الصخر" من أبناء المنطقة، حيث حدثنا عن الحياة
اليومية في "القلايع" بالقول: «على الرغم من أن أبناء القرية معظمهم من
الطبقة المثقفة إلا أنهم لم ينسلخوا يوما عن حياتهم الريفية، فهم إلى جانب
كونهم يتجهون إلى وظائفهم الحكومية يعملون في الزراعة وبعض الحرف اليدوية،
وبشكل عام تعتبر قرية "القلايع" شاهدا حيا على عراقة هذه المنطقة نظرا
لازدهارها زراعياً وذلك عائد لخصوبة أرضها وتوافر الإمكانات وتنوعها
ولتكامل الزراعة فيها».



"القلايع" قرية سياحية بامتياز، طبيعة ساحرة ومناخ جميل وهناك العديد من
المحلات التجارية والأسواق التي تعتبر مركز نشاط لأهل القرية، وعن الجانب
الخدمي في القرية حدثنا رئيس بلدية القلايع منذ عام "1996" السيد

رئيس البلدية بسام أحمد

"بسام حبيب أحمد"، حيث قال: «يتبع لقرية "القلايع" عدة مزارع منها
"دير صفان" و"الظحلوطة" و"العربين" و"الحكمية" و"الزيدية"، أما حدودها فمن
الجنوب "قصابين" و"بطارا" ومن الشرق تحدها قرية "زاما"، وقرية "غنيري" من
الغرب، أما شمالا تحدها قرية "كفردبيل"، وتبلغ مساحة القرية حوالي "25"
كيلو مترا مربعا، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي بحدود "3000" هكتار، ويبلغ
عدد السكان "القلايع" حوالي "5000" نسمة أما تجمع القرى التابعة للقرية
فعدد السكان فيها حوالي "7000" نسمة».



أما عن الخدمات التي تقدمها البلدية لقرية "القلايع" والمزارع التابعة لها،
فيضيف رئيس البلدية بالقول: «الحالة العمرانية في القرية جيدة، ويوجد مركز
صحي في القرية تأسس عام "1990" ويخدم القرية والمزارع التابعة لها، أما
الإنارة فهي جيدة وكافية، وأما شوارع القرية فهي مخدمة، يوجد في القرية
مدرسة ثانوية وإعداديتان وخمس ابتدائيات، وحاليا ضمن خطة البلدية لهذا
العام هناك

مختار القرية "يوسف خامرجي"

مشروع لتصنيع الحاويات ومشروع بناء مدرسة حديثة».



اختلفت وتباينت الآراء حول أصل تسمية "القلايع"، ولكن يعود أصل تسمية
القرية وفق ما نوّه إليه مختار القرية "يوسف سليمان خامرجي" والذي يمارس
عمله كمختار للقرية منذ حوالي أربع سنوات، بالقول: «حسب دراسة قديمة
"القلايع" ترجع لما يسمى الأرض المنصوبة، ولا يزال في هذه القرية شاهدٌ من
أرضها يعود إلى عقود طويلة مضت، وهذا الشاهد وُلد من الطبيعة البكر ويعتبر
معروفا في القرية وهو عين ماء تدعى عين "عنبيرا" وتعود هذه العين إلى ما
يزيد على مئة عام مضت وما زال أهل القرية يرتوون من ماء العين لأنها لم
تنضب حتى يومنا هذا، وتعتبر "القلايع" قرية زراعية تتميز بأراضي زراعية
واسعة الانتشار يزرع فيها الزيتون والقليل من الحمضيات بالإضافة إلى زراعة
الخضار الموسمية».



وعن مهمته في المخترة، ختم "خامرجي" بالقول:

أراضي زراعية بامتياز

«شأني كشأن أي مختار في أي قرية، أعمل على تصديق
معاملات الولادة والوفاة والزواج وإخراج القيد وبعض المعاملات التي تهم أهل
القرية، بالإضافة إلى قيامي بحل بعض الخلافات في القرية، ومشاكل الحدود
بالتعاون مع الجمعية الفلاحية، وبشكل عام قرية "القلايع" هادئة وسكانها
متعاونون فيما بينهم، ويحب بعضهم بعضاً».