للماء بيت في قرية "السكنية" صنعته أيدي الرومان قبل مئات السنين وشربت
من مياهه الصافية النقية قوافلٌ من البشر عبر تلك السنين الطويلة، وترك كل
واحدٍ منهم ذكراه على جدران تلك العين الفوارة التي تسكن ذاك البيت
المقنطر ويفيض ماؤها حاملاً معه رائحة الذكريات ليخرجها من بوابتها العتيقة
التي ينحدر الماء منها ويسلك طريقه المحفور منذ قرون طويلة إلى ساقية سميت
على اسم هذه العين "ساقية السكنية".
تقع "عين السكنية" في وادي صغير يتوسط ثلاث قرى هي "السكنية، قصابين،
المكسحة" مبتعدةً عن أوتستراد "جبلة- حماه" بحوالي /3/ كم وعن مدينة
"جبلة" حوالي /15/ كم، موقع "eSyria" زار "عين السكنية" والتقى السيد "خليل
إبراهيم" الذي تحدث عن العين بقوله: «نبعٌ فوار لا يجف ماؤه صيفاً وشتاءً،
كما أن هذا النبع كان يسقي العديد من القرى "بطارة، الفتيح، السكنية،
قصابين، المكسحة، القويقة" رغم بُعدِ بعض هذه القرى عن موقعه لكن مياهه
العذبة كانت تدفع السكان لقطع هذه المسافة الطويلة يجرون دوابهم التي وضع
عليها "سريجة" تتسع لأربع "تنكات" يتم ملؤها بالمياه.
كما أحب أن أشير إلى أن هذا النبع كان مكانا لعدد من القصص المتواترة،
وإحداها جرت قبل حوالي /40/ عاماً، إذ كانت إحدى فتيات القرية تعيش قصة حب
مع شاب فكانت تستغل فرصة جلب الماء للقاء بعشيقها، فبعد أن تملأ "التنك، أو
الخوابي" بالمياه كانت تضعها على ظهر الدابة وتتركها تعود وحدها إلى
المنزل (المعروف عن الدواب أنها لا تضيع طريق العودة إلى منزل أصحابها) وهي
تقف مع عشيقها الذي أصبح في ما بعد زوجها».
"عين السكنية" فريدة من نوعها في المنطقة وقد تكون الوحيدة في الساحل
السوري بهذه المواصفات بحسب ما حدثنا به الأستاذ "محسن ديب" حيث قال:
«الشكل الذي تبدو عليه "عين السكنية" جميلٌ جداً وهو روماني بحسب الروايات
التي حدثنا عنها الأسلاف، فعين الماء بني فوقها خزان لكي تتجمع المياه فيه
لكن هذا الخزان بني على شكل بيت سقفه قنطرة رومانية وترك
له باب تخرج منه المياه إلى مجرى ضيق يتصل بالساقية التي سميت باسم
العين، القنطرة التي شكلت سقف النبع تصدعت مع مرور الزمن وأصبحت على وشك
الانهيار فقام الأهالي بالاستعاضة عنها بسقف من البيتون مع بقاء الجدران
على وضعها السابق مبنية من الحجر الكلسي».
بينما تحدثت السيدة "فاطمة ديب" عن "عين السكينة" بالقول: «وجود عين الماء
في هذه المنطقة جعل منها غوطةً دمشقية في الساحل السوري، كما أن الوصول إلى
"عين السكنية" كان صعباً في الماضي، فالطريق إليها كانت ترابية ووعرة،
تحيط بها أشجار الزيتون والتين وصولاً إلى المنطقة المحيطة بالعين والتي
كانت ملأى بأشجار الزعرور والسرو ودوالي العنب بالإضافة إلى أشجار الزيتون
والتين المنتشرة في المنطقة ككل ما جعل المنطقة أشبه بـ"غوطة دمشق" المياه
تجري فيها والأشجار تغطي كل جزءٍ من الأرض، وكان بقربها "جرن حجري" مخصص
لسقاية الدواب التي كانت تتوافد إلى المنطقة بكثرة، كما أن المنطقة كانت
تحتوي على بعض اللقى الأثرية كـ"الفخاريات" وبقايا البيوت الأثرية إضافةً
إلى عملات عليها صور "للاسكندر" وأخرى عليها صورة ملكة من جهة ونذير الشؤم
"البوم" من جهة ثانية، مع الأسف لم يكن أحد في القرية يعلم قيمة هذه
الأشياء لذلك لم نكن نكترث لها».
ذكريات الأيام الجميلة مازالت تشغل بال السيدة "صفية محمد" التي روت لنا
بعضاً من تلك الذكريات وقالت: «في الماضي كان مورد الماء يجمع كل أهالي
القرية يفرحون ويمرحون ويتسامرون وعين "السكنية" التي أخذت اسمها من اسم
قرية "السكنية" المجاورة كانت ككل الموارد الأخرى
ملتقىً لأهل قريتي والقرية المجاورة يجتمع الشبان حولها لتبدأ
المنافسة بينهم في الشعر وقراءة القصائد الجميلة، فيما تقوم النسوة بغسل
الثياب وملء الخوابي وهن يستمعن إلى القصائد والأشعار.
كما أحب أن أشير إلى أننا كنا نعتبر أن أجمل فترةٍ لزيارة "عين سكينة" هي
تلك التي تسمى "صحوة التتلاية" وهي الفترة التي كانت تعقب هطول الأمطار
وغالباً ما تكون بعد الظهيرة فتسطع شمسٌ دافئة لا تستمر طويلاً وعلينا أن
نستغل الفرصة ونذهب إلى النبع بسرعة لكي نملأ خوابينا ونعود مسرعين خوفاً
من هطول الأمطار».
بينما اعتبر السيد "رامز اسبر" أن المكانة التي كانت تشغلها "عين السكنية"
لدى أبناء المنطقة، تغيرت اليوم ولم تعد موجودة لدى الجيل الجديد الذي لم
يعرف أهميتها، وتابع بالقول: «قبل أن تحفر الآبار الارتوازية وتصل تمديدات
المياه إلى منازلنا كانت هذه العين المنقذ الوحيد بالنسبة لنا، ولم تكن
تبخل علينا بمياهها رغم حجم الطلب عليها صيفاً والذي كان يؤدي إلى استخدام
كل المياه الموجودة في خزانها فكنا نضطر أحياناً للنزول إلى آخر درجةٍ من
درجها الحجري لكي نملأ أوعيتنا بالماء ومع ذلك كنا نعود في صباح اليوم
التالي ونجدها قد أعادت ملء خزانها "أو بيتها" الذي يرتفع لأكثر من /3/
أمتار.
أما اليوم فهذا الخزان لا تقل مياهه لا في الصيف ولا في الشتاء فلم يعد أحد
يزور هذه المنطقة إلا من أراد أن يتصور بقربها، فتحول خزانها من خزانٍ
نظيف مياهه عزبة صالحة للشرب إلى خزانٍ عكر الماء تعيش فيه بعض المخلوقات
المائية».
تجدر الإشارة إلى أن "عين السكنية" في الوقت الحاضر أصبحت على مقربة من
الطريق الفرعية الواصلة بين قريتي "قصابين والمكسحة" ويمكن الوصول إليها
بسهولة، وهي تحتل مكانةً رفيعة لدى سكان المنطقة وخصوصاً كبار السن منهم.
من مياهه الصافية النقية قوافلٌ من البشر عبر تلك السنين الطويلة، وترك كل
واحدٍ منهم ذكراه على جدران تلك العين الفوارة التي تسكن ذاك البيت
المقنطر ويفيض ماؤها حاملاً معه رائحة الذكريات ليخرجها من بوابتها العتيقة
التي ينحدر الماء منها ويسلك طريقه المحفور منذ قرون طويلة إلى ساقية سميت
على اسم هذه العين "ساقية السكنية".
|
تقع "عين السكنية" في وادي صغير يتوسط ثلاث قرى هي "السكنية، قصابين،
المكسحة" مبتعدةً عن أوتستراد "جبلة- حماه" بحوالي /3/ كم وعن مدينة
"جبلة" حوالي /15/ كم، موقع "eSyria" زار "عين السكنية" والتقى السيد "خليل
إبراهيم" الذي تحدث عن العين بقوله: «نبعٌ فوار لا يجف ماؤه صيفاً وشتاءً،
كما أن هذا النبع كان يسقي العديد من القرى "بطارة، الفتيح، السكنية،
قصابين، المكسحة، القويقة" رغم بُعدِ بعض هذه القرى عن موقعه لكن مياهه
العذبة كانت تدفع السكان لقطع هذه المسافة الطويلة يجرون دوابهم التي وضع
عليها "سريجة" تتسع لأربع "تنكات" يتم ملؤها بالمياه.
كما أحب أن أشير إلى أن هذا النبع كان مكانا لعدد من القصص المتواترة،
وإحداها جرت قبل حوالي /40/ عاماً، إذ كانت إحدى فتيات القرية تعيش قصة حب
مع شاب فكانت تستغل فرصة جلب الماء للقاء بعشيقها، فبعد أن تملأ "التنك، أو
الخوابي" بالمياه كانت تضعها على ظهر الدابة وتتركها تعود وحدها إلى
المنزل (المعروف عن الدواب أنها لا تضيع طريق العودة إلى منزل أصحابها) وهي
تقف مع عشيقها الذي أصبح في ما بعد زوجها».
"عين السكنية" فريدة من نوعها في المنطقة وقد تكون الوحيدة في الساحل
السوري بهذه المواصفات بحسب ما حدثنا به الأستاذ "محسن ديب" حيث قال:
«الشكل الذي تبدو عليه "عين السكنية" جميلٌ جداً وهو روماني بحسب الروايات
التي حدثنا عنها الأسلاف، فعين الماء بني فوقها خزان لكي تتجمع المياه فيه
لكن هذا الخزان بني على شكل بيت سقفه قنطرة رومانية وترك
|
العين من الداخل |
العين، القنطرة التي شكلت سقف النبع تصدعت مع مرور الزمن وأصبحت على وشك
الانهيار فقام الأهالي بالاستعاضة عنها بسقف من البيتون مع بقاء الجدران
على وضعها السابق مبنية من الحجر الكلسي».
بينما تحدثت السيدة "فاطمة ديب" عن "عين السكينة" بالقول: «وجود عين الماء
في هذه المنطقة جعل منها غوطةً دمشقية في الساحل السوري، كما أن الوصول إلى
"عين السكنية" كان صعباً في الماضي، فالطريق إليها كانت ترابية ووعرة،
تحيط بها أشجار الزيتون والتين وصولاً إلى المنطقة المحيطة بالعين والتي
كانت ملأى بأشجار الزعرور والسرو ودوالي العنب بالإضافة إلى أشجار الزيتون
والتين المنتشرة في المنطقة ككل ما جعل المنطقة أشبه بـ"غوطة دمشق" المياه
تجري فيها والأشجار تغطي كل جزءٍ من الأرض، وكان بقربها "جرن حجري" مخصص
لسقاية الدواب التي كانت تتوافد إلى المنطقة بكثرة، كما أن المنطقة كانت
تحتوي على بعض اللقى الأثرية كـ"الفخاريات" وبقايا البيوت الأثرية إضافةً
إلى عملات عليها صور "للاسكندر" وأخرى عليها صورة ملكة من جهة ونذير الشؤم
"البوم" من جهة ثانية، مع الأسف لم يكن أحد في القرية يعلم قيمة هذه
الأشياء لذلك لم نكن نكترث لها».
ذكريات الأيام الجميلة مازالت تشغل بال السيدة "صفية محمد" التي روت لنا
بعضاً من تلك الذكريات وقالت: «في الماضي كان مورد الماء يجمع كل أهالي
القرية يفرحون ويمرحون ويتسامرون وعين "السكنية" التي أخذت اسمها من اسم
قرية "السكنية" المجاورة كانت ككل الموارد الأخرى
|
عين السكنية |
المنافسة بينهم في الشعر وقراءة القصائد الجميلة، فيما تقوم النسوة بغسل
الثياب وملء الخوابي وهن يستمعن إلى القصائد والأشعار.
كما أحب أن أشير إلى أننا كنا نعتبر أن أجمل فترةٍ لزيارة "عين سكينة" هي
تلك التي تسمى "صحوة التتلاية" وهي الفترة التي كانت تعقب هطول الأمطار
وغالباً ما تكون بعد الظهيرة فتسطع شمسٌ دافئة لا تستمر طويلاً وعلينا أن
نستغل الفرصة ونذهب إلى النبع بسرعة لكي نملأ خوابينا ونعود مسرعين خوفاً
من هطول الأمطار».
بينما اعتبر السيد "رامز اسبر" أن المكانة التي كانت تشغلها "عين السكنية"
لدى أبناء المنطقة، تغيرت اليوم ولم تعد موجودة لدى الجيل الجديد الذي لم
يعرف أهميتها، وتابع بالقول: «قبل أن تحفر الآبار الارتوازية وتصل تمديدات
المياه إلى منازلنا كانت هذه العين المنقذ الوحيد بالنسبة لنا، ولم تكن
تبخل علينا بمياهها رغم حجم الطلب عليها صيفاً والذي كان يؤدي إلى استخدام
كل المياه الموجودة في خزانها فكنا نضطر أحياناً للنزول إلى آخر درجةٍ من
درجها الحجري لكي نملأ أوعيتنا بالماء ومع ذلك كنا نعود في صباح اليوم
التالي ونجدها قد أعادت ملء خزانها "أو بيتها" الذي يرتفع لأكثر من /3/
أمتار.
أما اليوم فهذا الخزان لا تقل مياهه لا في الصيف ولا في الشتاء فلم يعد أحد
يزور هذه المنطقة إلا من أراد أن يتصور بقربها، فتحول خزانها من خزانٍ
نظيف مياهه عزبة صالحة للشرب إلى خزانٍ عكر الماء تعيش فيه بعض المخلوقات
المائية».
|
تجدر الإشارة إلى أن "عين السكنية" في الوقت الحاضر أصبحت على مقربة من
الطريق الفرعية الواصلة بين قريتي "قصابين والمكسحة" ويمكن الوصول إليها
بسهولة، وهي تحتل مكانةً رفيعة لدى سكان المنطقة وخصوصاً كبار السن منهم.
| |
2015-08-02, 7:03 am من طرف زائر
» RapidShare+MegaUpload Downloader 2.0.3 اضافة فايرفوكس لتحميل الملفات من مواقع التحميل
2015-07-17, 12:32 am من طرف زائر
» لعبة سباق السيارات الرائعة MidTown Madness 2 مضغوطة بحجم 160 ميجا
2015-06-13, 11:46 pm من طرف بودا المصرى
» برنامج NeoDownloader Lite 2.6.1 Build 131 سحب و تنزيل الصور من مواقع الانترنت
2015-01-02, 12:22 am من طرف Mokhter
» حصريا برنامج kiwix لفتح صيغة zim
2014-12-27, 2:06 am من طرف زائر
» اللعبة الاستراتيجية Command And Conquer - Tiberian Sun
2014-12-13, 1:07 pm من طرف elmalekaa2006
» كتاب إعراب القرآن بصيغة doc
2014-09-08, 7:21 am من طرف رافديني
» النسخة الأخيرة من لعبة NightSky Final بأكثر من رابط
2014-08-04, 6:10 pm من طرف زائر
» Online.FM radio 0.2.7 اضافة راديو لمتصفح فايرفوكس
2014-06-25, 6:11 am من طرف زائر