"نزل السرور".. وجه جديد لزوار الثقافة في مدينتنا

كعادتها شوارعنا في كل يوم تستقبل زائراً جديداً إلى أرصفة شوارعنا في
"اللاذقية" لتحمل في طياتها وكعلامة مميزة لها عن باقي المحافظات مجموعة من
المقاهي التي تحمل ولو إلى حد بعيد النمط الثقافي المصغر المقتصر على
المعارض الفنية وبعض الأمسيات الموسيقية والأدبية.







"نزل السرور" رائعة مسرحية لـ"زياد الرحباني"،
جاءت هذه المرة كاسم لمقهى صغير أصر صاحبه الشاب "قتيبة غانم" على تقسيمه
من حيث محتوياته الداخلية ما بين الشرقي البسيط وبين الحديث المشابه
للطريقة الرحبانية التي يميل إليها "قتيبة" وعدد من المرتادين إليه.



يقول "قتيبة غانم" حين لقائه مع موقع elatakia يوم الخميس 15/1/2009 ولدى
سؤالنا عن الدافع الذي حضه للقيام بهذا المشروع: «نزل السرور، جاء تحقيقاً
لرغبتي في الحصول على مشروع خاص ومتميز ينبع من رغبتي كشاب في تحقيق شيء ما
نابع من تصوري ورغبتي واهتماماتي، فاتجاه المقهى الثقافي يتعلق بشكل كبير
باتجاهي الشخصي، بالإضافة إلى الذين وجدوا في "نزل السرور" ما يحتاجونه،
على الرغم من أن أغلب القادمين إلى المقهى أتوا بسبب الطابع الذي يسود
المقهى ولا أستطيع أنا كصاحب مقهى أن أقول بأن من يحضر يجب أن يكون ذو
اهتمام ثقافي

زاوية من المقهى

مميز أو مسرحي أو شاعر، على العكس تماماً فعامل
التنظيفات الذي يكنس أمام المقهى مساء أراه يرتاد "نزل السرور" في الصباح
الباكر، والذي يشده طبعاً ربما المناخ الذي يتمتع به المقهى عند الصباح».



أما عن نشاطات المقهى فيقول "قتيبة غانم" صاحب الـ24 عاماً والذي يدرس في
كلية الزراعة في جامعة البعث: «المقهى بدأ فعلياً منذ حوالي ستة أشهر،
يتوسط المقهى مكتبة صغيرة ومتواضعة تحوي بعض الكتب والروايات والتي يستفيد
منها مرتادو المقهى من المثقفين ومن باقي شرائح المجتمع، وحاولت أيضاً أن
أدخل نشاطاً جديداً إلى الكفتريات الحديثة القديمة بما تحويه، حيث أضفت إلى
أساسها نوعين من الأساس اختلف ما بين الدمشقي القديم والذي أميل إليه،
وبين الحديث المرتب على الطريقة الرحبانية، أي على شكل طاولات متفرقة،
وأتممت تجربتي بإقامة بطولة خاصة بالشطرنج من بعد أن أدخلت الشطرنج إلى
المقهى وبالمجان حيث

بعض زبائن نزل السرور

عملت على إقامة بطولة من إثرها تفعيل قدرة المواهب الشابة».



ماذا سيقدم "غانم" على طاولات وراحات "نزل السرور" في الآونة القادمة، حيث
يحدثنا قائلاً: «كنت أرغب أن أتبع بطولة الشطرنج التي أقمتها بأخرى، ولكن
الوقت لم يسمح لنا، فأريد تفعيل إقامة المعارض الفنية التشكيلية، بالإضافة
إلى إقامة مسابقات أدبية بكتابة القصة قصيرة، والشعر والنصوص المسرحية».



أما الفنان "حسن حلبي" والذي يشارك بمعرض فني بعنوان "تحية إلى غزة" والذي
قام موقعنا مؤخراً بتغطية أحداثه، فيقول عن تجربة "قتيبة غانم" في "نزل
السرور": «نزل السرور، تجربة مميزة، وبادرة ربما متقدمة وشبيهة بما رأيته
في أوروبا وصالات عرضها، أتمنى أن يتابع المقهى بمستواه وأن يتم التنسيق
بين كل مقاهي "اللاذقية" التي تهتم بالثقافة والفن التشكيلي، وبذلك نكون قد
تابعنا بتميزنا ليس فقط بافتتاح مقاهٍ ثقافية، بل بإقامة معارض فنية منسقة
وبعناوين مرتبطة بوقائع راهنة،

مكتبة نزل السرور

وبطريقة مهنية خاصة».



انتهت زيارتنا إلى مقهى "نزل السرور" الواقع قبالة باب سكن المدينة
الجامعية في مشروع الزراعة، حيث تركنا على جدرانه لوحات الفنان "حسن حلبي"
تحكي ولو بسطور قليلة، آلام غزة الجريحة، وبالقرب منها تعالى صوت "مارسيل
خليفة" من مذياع المقهى يغني فلسطين وثورتها وأحرف "محمود درويش" الحزينة.