بناء قديم يقع على تلة مرتفعة مشرفة يبدو كحصن من زمان مضى، احتضنته
قرية "الشير" التي تبعد قرابة 10 كم عن مركز المدينة، وعرف باسم مالكه "قصر
شريتح" كما عرف باسم آخر هو "صور شريتح" ، ذلك المكان كان وجهة elatakia
التي قررت الغوص في تفاصيل وجوده، محاولة قراءة إحدى صفحات تاريخ الريف
السوري الغني بالقصص والمفارقات.
هناك بين عدد من المباني الحديثة التي طوق قسم كبير منها الأسوار
الصماء، كانت بعض العائلات ما تزال تقطن داخل تلك الأسوار الحجرية التي لم
تغادرها الحياة يوماً رغم تغير المفاهيم..
"صور شريتح" كما يعرفه الناس الآن هو بناء مربع الشكل ذو عدد من الأماكن
السكنية المخصصة، وفي بهوه الداخلي يعيش بعض الرجال الذين يعملون على
صيانة المكان وحراسته.
هناك التقينا بأحد القاطنين ويدعى "محمد شحادة طراف" الذي عرفنا على أقسام الصور قائلاً:
«هذا المكان يدعى باسم "صور شريتح" وهو بالأساس عائد لشخص يدعى "عمر
شريتح"، وشخص آخر من بيت "العجان" أما الآن فتقطنه عدد من العائلات التي
توارثت الحياة فيه، بعد أن كانت تعمل هنا في الماضي لصالح المالك الأصلي.
وينتمي هذا المكان إلى فترة سيطر فيها النظام الإقطاعي في سورية في
الخمسينيات من القرن الماضي، هو يعطي صورة عن الحياة التي كانت سائدة
في تلك الفترة، لذلك فهو يعتبر الآن كمقصد خاص للمؤرخين، ولشركات
الإنتاج التلفزيونية التي استخدمته لتصوير عدد من الأفلام التي تؤرخ تلك
الحقبة من تاريخنا، إضافة لاستخدامه كمكان أسطوري، فصور فيه بعض الأفلام في
هذا المجال».
أما عن أقسام المكان فقال "طراف":
«لقد جهز هذا "الصور" ليسكنه المالك الرئيسي، وفيه أيضاً مكان يعيش فيه
المزارعون الذين يعملون لصالحه، وفيه أيضاً مكان وآخر للماشية، وآخر
للمحصول، وهو مكان مغلق، حيث فيه مدخلان، أحدهما هو الباب الرئيسي، وهو
كبير وواسع، والآخر للدابة التي كانت تخرج وتدخل منه
المكان هنا يشمل عدة طبقات ففيه "قبو" و"طابق أرضي" وأيضاً "طابق علوي" حيث
كان من المفروض أن يقطن الطابق العلوي صاحب المكان "الأغا" لكن ظروفاً
سادت في تلك الفترة لم تسمح بذلك، وبقي المكان السفلي هو المكان الذي يعيش
فيه كل القاطنين».
لقد أولى الباحث "جمال حيدر" رئيس دائرة آثار "اللاذقية"، أهمية خاصة
لهذا المكان فأورد وصفاً في كتابه "اللاذقية وأهم المعالم الأثرية و السياحية" تحت تسمية "قصر شريتح" وأهم ما جاء في ذلك الوصف قوله:
«لقد بني على عدة مراحل، إلا أن القسم الأكبر منه شيد في بداية القرن
العشرين، وهو مبني على تلة مرتفعة، حيث يشرف على مساحات شاسعة من الأراضي
الزراعية، ويطل على نهر الكبير الشمالي».
وفي اتصال مع الباحثة في التراث الريفي الساحلي "فريال سليمة الشويكي"
تحدثت لنا عن تلك الحقبة التي انتشر فيها هذه الأبنية في أماكن مختلفة من
الساحل السوري قائلة:
«لقد انتشرت هذه الأبنية في فترة ساد فيها الإقطاع في بداية ومنتصف القرن
الماضي، والهدف من بنائها هو إيجاد مكان يستطيع فيها الإقطاعي المالك حصر
ممتلكاته، من الماشية، والمحصول، وأيضاً يؤمن سكناً خاصاً للمزارعين الذين
يعملون لصالحه، وبذلك يضمن مراقبة ممتلكاته، ويضمن أيضاً حمايتها من عوامل
الطقس، ومن اللصوص والسارقين، ولذلك فهو مكان مسور
جيداً بسور أصم، لا نوافذ فيه، ومداخله محدودة
تخضع للمراقبة من قبل شخص يدعى "الشوباصي" الذي كان يمتلك غرفة للمراقبة
تقع فوق المدخل الرئيسي، وهي ذات إطلالة واسعة، بحيث يحصر ذلك الرجل كل
حركة تتم في المكان، أو على بعد مسافة بعيدة منه، وهذا هو أحد أسباب اختيار
أماكن مطلة لإقامة مثل هذه الأبنية».
أما عن سبب تسمية المكان "صور شريتح" فقد رجحت الباحثة أن يكون الاسمين
الأول و الثاني هي العائلات التي عاشت فيه وامتلكته، وقد أكدت وجود عائلة
تحمل الاسم "صور" تماماً كما توجد عائلة معروفة ومشهورة تحمل الاسم "شريتح"
"صور شريتح" هو واحد من عدد من الأبنية التي عرفت عن تلك الحقبة كأماكن
سيطر فيها الإقطاع على الريف الساحلي، وهي الآن مقاصد سياحية وأثرية هامة،
يقصدها الناس للتعرف على تاريخ آبائهم وأجددهم فهي جزء هام لا يرغب أحد
بنسيانه رغم مرارته، ينظر له الناس كمتحف للتراث الريفي، الذي بات ينال
قسطاً كبيراً من الدراسة والاهتمام.
قرية "الشير" التي تبعد قرابة 10 كم عن مركز المدينة، وعرف باسم مالكه "قصر
شريتح" كما عرف باسم آخر هو "صور شريتح" ، ذلك المكان كان وجهة elatakia
التي قررت الغوص في تفاصيل وجوده، محاولة قراءة إحدى صفحات تاريخ الريف
السوري الغني بالقصص والمفارقات.
|
هناك بين عدد من المباني الحديثة التي طوق قسم كبير منها الأسوار
الصماء، كانت بعض العائلات ما تزال تقطن داخل تلك الأسوار الحجرية التي لم
تغادرها الحياة يوماً رغم تغير المفاهيم..
"صور شريتح" كما يعرفه الناس الآن هو بناء مربع الشكل ذو عدد من الأماكن
السكنية المخصصة، وفي بهوه الداخلي يعيش بعض الرجال الذين يعملون على
صيانة المكان وحراسته.
هناك التقينا بأحد القاطنين ويدعى "محمد شحادة طراف" الذي عرفنا على أقسام الصور قائلاً:
«هذا المكان يدعى باسم "صور شريتح" وهو بالأساس عائد لشخص يدعى "عمر
شريتح"، وشخص آخر من بيت "العجان" أما الآن فتقطنه عدد من العائلات التي
توارثت الحياة فيه، بعد أن كانت تعمل هنا في الماضي لصالح المالك الأصلي.
وينتمي هذا المكان إلى فترة سيطر فيها النظام الإقطاعي في سورية في
الخمسينيات من القرن الماضي، هو يعطي صورة عن الحياة التي كانت سائدة
|
البهو الداخلي للقصر |
الإنتاج التلفزيونية التي استخدمته لتصوير عدد من الأفلام التي تؤرخ تلك
الحقبة من تاريخنا، إضافة لاستخدامه كمكان أسطوري، فصور فيه بعض الأفلام في
هذا المجال».
أما عن أقسام المكان فقال "طراف":
«لقد جهز هذا "الصور" ليسكنه المالك الرئيسي، وفيه أيضاً مكان يعيش فيه
المزارعون الذين يعملون لصالحه، وفيه أيضاً مكان وآخر للماشية، وآخر
للمحصول، وهو مكان مغلق، حيث فيه مدخلان، أحدهما هو الباب الرئيسي، وهو
كبير وواسع، والآخر للدابة التي كانت تخرج وتدخل منه
المكان هنا يشمل عدة طبقات ففيه "قبو" و"طابق أرضي" وأيضاً "طابق علوي" حيث
كان من المفروض أن يقطن الطابق العلوي صاحب المكان "الأغا" لكن ظروفاً
سادت في تلك الفترة لم تسمح بذلك، وبقي المكان السفلي هو المكان الذي يعيش
فيه كل القاطنين».
لقد أولى الباحث "جمال حيدر" رئيس دائرة آثار "اللاذقية"، أهمية خاصة
|
حيث تعيس الدابة |
«لقد بني على عدة مراحل، إلا أن القسم الأكبر منه شيد في بداية القرن
العشرين، وهو مبني على تلة مرتفعة، حيث يشرف على مساحات شاسعة من الأراضي
الزراعية، ويطل على نهر الكبير الشمالي».
وفي اتصال مع الباحثة في التراث الريفي الساحلي "فريال سليمة الشويكي"
تحدثت لنا عن تلك الحقبة التي انتشر فيها هذه الأبنية في أماكن مختلفة من
الساحل السوري قائلة:
«لقد انتشرت هذه الأبنية في فترة ساد فيها الإقطاع في بداية ومنتصف القرن
الماضي، والهدف من بنائها هو إيجاد مكان يستطيع فيها الإقطاعي المالك حصر
ممتلكاته، من الماشية، والمحصول، وأيضاً يؤمن سكناً خاصاً للمزارعين الذين
يعملون لصالحه، وبذلك يضمن مراقبة ممتلكاته، ويضمن أيضاً حمايتها من عوامل
الطقس، ومن اللصوص والسارقين، ولذلك فهو مكان مسور
|
اطلالة القصر على نهر الكبير الشمالي |
تخضع للمراقبة من قبل شخص يدعى "الشوباصي" الذي كان يمتلك غرفة للمراقبة
تقع فوق المدخل الرئيسي، وهي ذات إطلالة واسعة، بحيث يحصر ذلك الرجل كل
حركة تتم في المكان، أو على بعد مسافة بعيدة منه، وهذا هو أحد أسباب اختيار
أماكن مطلة لإقامة مثل هذه الأبنية».
أما عن سبب تسمية المكان "صور شريتح" فقد رجحت الباحثة أن يكون الاسمين
الأول و الثاني هي العائلات التي عاشت فيه وامتلكته، وقد أكدت وجود عائلة
تحمل الاسم "صور" تماماً كما توجد عائلة معروفة ومشهورة تحمل الاسم "شريتح"
"صور شريتح" هو واحد من عدد من الأبنية التي عرفت عن تلك الحقبة كأماكن
سيطر فيها الإقطاع على الريف الساحلي، وهي الآن مقاصد سياحية وأثرية هامة،
يقصدها الناس للتعرف على تاريخ آبائهم وأجددهم فهي جزء هام لا يرغب أحد
بنسيانه رغم مرارته، ينظر له الناس كمتحف للتراث الريفي، الذي بات ينال
قسطاً كبيراً من الدراسة والاهتمام.
2015-08-02, 7:03 am من طرف زائر
» RapidShare+MegaUpload Downloader 2.0.3 اضافة فايرفوكس لتحميل الملفات من مواقع التحميل
2015-07-17, 12:32 am من طرف زائر
» لعبة سباق السيارات الرائعة MidTown Madness 2 مضغوطة بحجم 160 ميجا
2015-06-13, 11:46 pm من طرف بودا المصرى
» برنامج NeoDownloader Lite 2.6.1 Build 131 سحب و تنزيل الصور من مواقع الانترنت
2015-01-02, 12:22 am من طرف Mokhter
» حصريا برنامج kiwix لفتح صيغة zim
2014-12-27, 2:06 am من طرف زائر
» اللعبة الاستراتيجية Command And Conquer - Tiberian Sun
2014-12-13, 1:07 pm من طرف elmalekaa2006
» كتاب إعراب القرآن بصيغة doc
2014-09-08, 7:21 am من طرف رافديني
» النسخة الأخيرة من لعبة NightSky Final بأكثر من رابط
2014-08-04, 6:10 pm من طرف زائر
» Online.FM radio 0.2.7 اضافة راديو لمتصفح فايرفوكس
2014-06-25, 6:11 am من طرف زائر