أسطورة... تدعى "الحفة"

في منتصف الطريق بين مركز مدينة "اللاذقية" ومصيف "صلنفة"، ومن على قمة
صخرية، تطالعك مدينة "الحفة" التي تبعد عن مدينة "اللاذقية" حوالي 35 كم
مطلة على أودية عميقة تجتاحها الأنهار وتغطيها أشجار مختلفة الأنواع. وعلى
امتداد طولي تستمر في الاتساع وكأنها تتحدى العمق الذي يحيطها.







تمتاز "الحفة" بطبيعتها الخلابة، وبآثار تعتبر من أهم الأثار التي
تجذب السياح على مساحة العالم فتضم "قلعة صلاح الدين" أو ما تسمى حتى اليوم
بالعامية "قلعة صهيون" بالإضافة إلى العديد من السدود ومواقع للسكن لا
تزال مأهولة منذ فجر التاريخ "كشتبغو".



موقع "eLatakia" ولمعرفة من أين جاء الاسم التقى رئيس مجلس مدينة "الحفة"
المهندس "زكريا العبسي" الذي حدثنا عن أصل التسمية والخدمات التي توجد في
المدينة بالقول: «التسمية قديمة ولها شقان أحدهما "بالعامية" حيث أنها
تدعى"الحفة" لأنها تقع على حافة أودية من جهاتها الأربعة أما التسمية
التاريخية فهي في "السريانية" تعني المكان المختبئ والذي يطالعك فجأة بعد
طول طريق وهذه هي حال المدينة حيث تبقى متخفية

بحيرة الحفة

عن العيون وتظهر فجأة بل لا ترى نفسك إلا وأنت داخل أحيائها».



ويضيف: «يبلغ عدد سكان المدينة حوالي (800) ألف نسمة تقريباً وتشتهر
المدينة بمعاصر "الزيتون" وبفواكه موسمية مميزة. تضم "الحفة" مستشفى يسمى
"مستشفى الحفة" وهو حديث ويحتوي على أهم التقنيات المعروفة في العالم
ويعتبر من المستشفيات القليلة في المحافظة من حيث الأهمية وذلك لموقعه
الطبيعة ضمن الغابات العذراء فيعتبر مصح. كما وتحتوي على عدد من المدارس
الصناعية والفنية وللمراحل جميعها بالإضافة إلى مدارس للمراحل الأساسية في
القرى التي تتبع لها ولا يفصلها عنها سوى أودية وفيها مركز للهاتف».



كما التقينا السيد "مصطفى محمد السعيد" وهو من أبناء المدينة الذي حدثنا عنها بالقول: «تحيط بالمدينة غابة

الحفة الحديثة

كثيفة تمتد من المدينة بتجاه مصيف "صلنفة" الذي يبتعد مسافة قريبة
منها بالإضافة إلى أنها تحتوي على فاكهة لا تتواجد إلا في المدينة
"كالعناب" و"الزعرور" بالإضافة إلى معمل لتقطير وصناعة المشروبات الطبيعية
وكذلك تشتهر "بالتين" ذي الأنواع المختلفة و"الزيتون"».



أما عن آثار الحفة يتابع السيد "السعيد" حديثه بالقول: «آثارها فهي تحتوي
على كنيسة تعود إلى حوالي 300 سنة تقريباً، وتحتوي على أيقونة تعود إلى
فترة قديمة لم يتم تحديد عمرها بدقة بالإضافة إلى قلعتها الشهيرة والتي
صنفت ضمن أهم معالم السياحة العالمية وهي من القلاع القليلة المتبقية
بحالتها الطبيعية تقريباً.



يعود السكن الحديث في منطقة "الحفة" إلى ما يقرب الثلاثمائة سنة تقريباً حيث تم بناء

منظر في الغابة القريبة

أول "كنيسة" في الشريط الصخري ومن ثم "المسجد
الكبير" وبعدها بدأ السكن يكثر ويمتد وخصوصاً باتجاه الشمال والجنوب من
الجرف لعدم وجود إمكانية للتوسع العرضاني للمدينة لأنها تقع على شريط جبل
ضيق يمتد من منطقة "السامية" باتجاه الشمال حتى مدينة "صلنفة"».