"عين الشرقية" .. أنشودة عشق في حكاية مكان

جبلة





على امتداد سهل الشريط الساحلي لمدينة "جبلة" وعلى ارتفاع (20كم) نحو
الشرق تتربع قرية "عين الشرقية" باسطةً السحر العذري للطبيعة الخلابة على
هضابها المتدرّجة نحو الأفق والتي تلوذ بالصمت الدائم كما الجبال والوديان.







موقع elatakia زار القرية التي زينتها أشجار "الزيتون" والتقى مختار
القرية "أحمد منصور حسن" وقدم لنا شرحا مفصلا عن تاريخ قرية "عين الشرقية"
حيث قال: «تبدأ حدود القرية من قرية "الفتيح" وتنتهي بقرى "متور" و"زاما"
وسميت قرية "عين الشرقية" بهذا الاسم نسبة لوجود عدة ينابيع للمياه فيها،
فغزارة الينابيع الجوفية الموجودة في القرية جعلتها مقصد للعديد من الزوار
الوافدين اليها من القرى المجاورة من أجل نقل المياه إلى اراضيهم اذا اقتضت
الحاجة، وتعتبر "عين الشرقية" عقدة مواصلات رئيسية نظرا لقربها من مدينة
"جبلة" فالعديد من أبناء القرى المجاورة يقصدون قرية "عين الشرقية" عند
توجههم إلى مركز المدينة».



تمتاز قرية "عين الشرقية" بالزراعة وعن هذا الجانب يقول "حسن": «يعتمد
أهالي قرية "عين الشرقية" بشكل أساسي على زراعة أشجار "الزيتون" حيث يبلغ
عدد دونمات أشجار الزيتون في القرية حوالي (2000دونم) بالإضافة إلى زراعة
"التبغ" وهناك بعض الأسر تعتمد على زراعة بعض الأشجار البعلية والخضروات
كغذاء محلي لها، وهناك عائلات معروفة استقرت في القرية منذ سنوات عديدة مضت
أمثال

مختار القرية "أحمد منصور حسن"

وهم يمثّلون إضافة إلى بعض الأسر الأخرى وجهاء القرية كعائلة "صبح"
التي قدمت شهيدا من أحد أفرادها خدمة للوطن والكرامة وعائلة "آل اسماعيل"
وتجتمع تلك الأسر لتسيير أمور أبناء القرية ومساعدتهم في حال اعترضتهم أية
مشكلة بالتعاون مع مختار القرية لأن لهم تأثير كبير على أهل القرية».



عامل الزمن ساهم في إعادة ترميم بعض المعالم الأثرية الموجودة في القرية
حسب ما أخبرنا به "حسن" وتابع بالقول: «إن أكثر مايميّز المنطقة كمعلم أثري
وسياحي هو ساحة واسعة مُقام عليها نصب تذكاري للشهيد "علي صبح" الذي
استشهد في السبيعنات من هذا القرن وهو ابن المنطقة ليغدو رمز للنضال
والجهاد في أذهان أبناء المنطقة، كما كان يوجد في القرية مدرسة تركية قديمة
بناها العثمانيون أيام الاحتلال العثماني للمنطقة، ولكن اضطرّت الجهات
المختصة الى اعادة تشييد المدرسة من جديد وذلك لمساعدة أبناء القرية متابعة
دراستهم في القرية، بالاضافة الى أنه تم ترميم مخفر للشرطة والذي تم بناؤه
منذ عهد العثمانيين ويُستخدم حاليا للحفاظ على أمن القرية، ومنذ سنوات
قليلة تم

رئيس البلدية ايهم اسماعيل

بناء المركز الثقافي العربي في القرية ليغدو صرح ثقافي يجعل أبناء المنطقة على تواصل دائم ومستمر مع ثقافتنا العربية».



أما عن طبيعة عمل مختار قرية "عين الشرقية" والخدمات التي يقدمها للمواطنين
يضيف: «كنت ومازلت أقدم لأهالي القرية خدمات حسب المستطاع لأنني اعتبر
عملي واجب انساني ووطني، فأعمل على تسيير المعاملات الخاصة بالولادة
والوفاة وحسن السلوك كما أقوم بتلبية الدعوات والأعمال التي تخص وتهم
البلدية من قبل الجهات المسؤولة ».



بالمقابل التقينا رئيس بلدية "عين الشرقية" المهندس "أيهم اسماعيل" الذي
حدثنا عن المجال الخدمي في القرية وقال: «يتبع لقرية "عين الشرقية" العديد
من القرى والمزارع وتعتبر "عين الشرقية" من أقدم نواحي مدينة "اللاذقية"
وكانت تسمى قديما ناحية "بني علي" وتم بناء البلدية عام (1960) وهي تضم
بالإضافة الى قرية "عين الشرقية" عدد من بلديات القرى كقرية "متور" و"زاما"
و"القلايع" وقد قدمت البلدية لقرية "عين شقاق" خدمة الصرف الصحي بالاضافة
الى أن هناك عدة مشاريع للصرف الصحي معدّة للتنفيذ وسيتم فيها استخدام مادة
"البولي ايتيلن" لأول مرة كمادة

نصب تذكاري للشهيد "علي صبح".

عازلة، كما تقوم بلدية القرية بتخصيص أماكن مخصصة
لرمي القمامة ليتم ترحيلها عن المنطقة، وتمتاز القرية بوجود طرق جيدة
لاتحوي حفر وتم مؤخرا تنفيذ ثلاثة مشاريع لتزفيت الطرق، كما أن القرية تضم
محطة تقوية للكهرباء ومن خلالها يتم إياصل التيار الكهربائي الى حوالي
أربعين قرية، وفي القرية أيضا معمل خاص للاعلاف (ألبان وأجبان) ومعمل
للرخام والبلوك».