مدرسة "كلماخو" الخاصة أقدم مدرسة على طول الساحل السوري

لقرية "كلماخو" سبق مشهود في ارتقاء سويتها المعرفية ونهضتها التعليمية
المبكرة، إذ يذكر بأن أبناء القرية قد شيدوا بالتعاون فيما بينهم مدرسة
ابتدائية منذ عام 1947م، اعتبرت حينها خطوة واعدة لمستوى ثقافي وعلمي راقي.
كما يذكر التاريخ كيف قام المرحوم "كامل حسن قاسم" بالتبرع ببناء مدرسة
ثانوية خاصة باسم ثانوية "الشيخ سليمان الأحمد" وذلك عام 1950م، وهي محور
حديثنا حينما التقينا بعض أهالي القرية حيث أنهم حمدوا وأثنوا إلى اليوم
بما حققوه من خطوات اتجاه العملية التعليمة ككل.







رئيس بلدية القرية، الأستاذ "أسامة عجيب" يحدثنا ببعض المعلومات
المتوافرة لديه عن المدرسة ليقول: «المدرسة موجودة إلى اليوم بكل ما فيها،
كل شيء بقي على حاله، وذكريات من تعلم فيها وعلى مقاعدها القديمة مازالت
تجول عقولهم ويحنون إليها بين الحين والآخر، يخبرنا من عاصرها ودرس فيها
وهم أصحاب مراكز معروفة في الدولة والمجتمع، أنهم درسوا فيها بكل العلوم
مقابل مبلغ 150 ل.س في العام، وكان من بعض الأستاذة الذين درسوا فيها
الأستاذ "الصابوني" وغيرهم، وقد استقطبت القرية العديد من المدرسين من

رئيس بلدية كلماخو

داخل القطر ومن خارجه حيث بات يقيم المدرسين والطلاب على نفقة
الأهالي حينها ويفرقون على منازل القرية وأصحابها حيث يكمل الطالب دراسته
في المدرسة ويدرس جميع العلوم فيها مقابل هذا المبلغ للعام الواحد».



المدرسة القديمة مكونة من عدة غرف مبنية من الحجر الصلب، تحيط بها الأراضي
الزراعية من كل مكان وعند بوابتها هنالك ساحة كبيرة كان يتجمع فيها الطلاب،
وكان منهاج المدرسة هو منهاج الدولة كما يقول بعض الأهالي اللذين صادفناهم
خلال تقريرنا بأن اغلب ضباط المنطقة قد تخرجوا من صفوف

كلماخو

هذه المدرسة وهم يمتنون لها طوال الوقت ويزورونها بشكل مستمر.



تلك البلدة الصغيرة وعلى الرغم من الفضل الكبير الذي قدمته في سبيل العلم
والمعرفة كان القدر على موعد معها، حيث أنها أصيبت يوم الجمعة الموافق
لـ22/4/1994 بفاجعة سميت بـ(فاجعة أطفال كلماخو) حيث غرق 41 تلميذاً وخمس
معلمات في زورق كان ينقلهم في البحر المتوسط قبالة شاطئ البسيط أثناء
قيامهم برحلة بحرية ترفيهية، ولقد كانت تلك الحادثة كارثة وطنية هزت مشاعر
وأحاسيس أبناء القطر جميعهم وعم الحزن والأسى سائر القرى والبلدان.



والجدير

بالذكر بأنه بنيت في القرية مدرسة ثانوية رسمية
مختلطة عام 1970م ويتعلم فيها طلاب القرية من الفرعين الأدبي والعلمي وهي
تحمل اسم الشهيد "مطيع جري"، إضافة إلى دور الحضانة الموجودة.