"جامع الجديد".... حجارة قديمة بحلة تاريخية جديدة

يتوسط المدينة القديمة ويوحي دائماً بمنارته الخضراء إلى مكان ما في
"اللاذقية" لتعتبر دالة هامة للقادمين إلى وسط المدينة القديمة التي بعثرت
قدمها إحداثيات خلابة تمنحك مكانية لا بد من النطق باعتبارها.







"جامع الجديد" بـ"اللاذقية" مسجد كبير وواسع يؤمه
المصلون والسياح طوال أوقات النهار، وهو يشبه نوعاً ما المسجد الأموي
بـ"دمشق وحلب"، فساحته القديمة الواسعة وقبته الصغيرة التي تقيم في صحن
ساحة المسجد كمكان يقي المصلين أثناء وضوئهم من أشعة الشمس وحبات المطر.

عمارته القديمة والمقامة وفق ترتيب تاريخي منظم، يلفت أنظار الزوار بكل ما
فيه من بلاطات أرضياته، ومئذنته القديمة التي تخترق المنازل وشرفاتها،
فيقول الحاج "أبو محمد" لـeLatakia يوم الأحد الموافق لـ14/12/2008 وهو
قائم على خدمة المسجد منذ أعوام
كثيرة: «المسجد يعتبر من أكبر المساجد في
"اللاذقية"، له ثلاث بوابات عالية وضخمة، يحكى أنه بني كمصلى صغير للشيخ
"محمد المغربي" المعروف حيث كان من قبل يلقي فيها الشيخ "المغربي" دروسه
الدينية ومواعظه ومازال مجلسه القديم إلى اليوم حيث بقي على اسمه كمكان
يدعى بالعمود "المغربي" والعمود الجنوبي الغربي».

مجموعة من الخانات التي تحيط اليوم بالجامع، والتي تستعمل كمحلات للتجارة
ومطاعم عامة وبسيطة، ترى بين طيات محالها قباب وجدران قديمة تستمد من قدمها
علائم الزمان القديم.

الباحث الأثري "جمال
حيدر" قال لموقعنا متحدثاً عن هذا المكان:
«المسجد بناه "سليمان باشا" الشهير "بابن العظم" وتاريخ بنائه 1139 هجري
و1726 ميلادي، له ثلاثة أبواب أكبرها هو الباب الغربي بمصطبتيه اللتين
تعملان كمزولة شمسية، وصحن الجامع عبارة عن فسحة سماوية كبيرة في وسطها
بركة ماء تعلوها قبة دائرية قائمة على ثمانية أعمدة، وفي الجهة الشرقية من
الصحن وعلى يمين ويسار الباب الشرقي للجامع يوجد عدد من الغرف الصغيرة كانت
مخصصة لمبيت الغرباء».

ويتابع "حيدر" حديثه: «حرم الجامع هو عبارة عن فسحة
سماوية كبيرة مستطيلة الشكل، سقفها عبارة عن تسع قباب مقامة على أعمدة، ستة من القبب كروية الشكل».

شهد الجامع مجموعة من التحديثات على واجهته الجنوبية وعلى أرضياته والتي مازالت مستمرة إلى الآن.